فوق كتابي خربشات في محاولة لفك لغز اسئلة الرياضيات المعقدة التي امقتها وفوق صفحتي طرف ذيل قطي متدلي من على الكتب المكدسة
التي يرقد فوقها وصوت المطر خارجا يوحي بشتاء حالك قادم وصوت عبد الحليم ينبعث من المذياع يردد بصوت شجي مشهورته موعود
كل شيء كان على موعد مع القدر ولكن فاجأني رنين الهاتف فمن يعقل ان يتصل بمثل هذا الوقت وكانت الشاشة تلمع باسمك احترت
كثيرا ثم سكن كل شيء الا صوتك الحنون القادم من البعيد البعيد من خارج حدود مدينتا من خارج حدود شرق اوسطنا لم اعد اعي أي شيء
لا بشاشة الحاسوب المنبهة بمحادثات الاصدقاء ولا بصوت عبد الحليم ولا بالشتاء ولا بالمطر فكيف اشعر بالبرد وهو يضمني بصوته
الدافىء ولا حتى بكتبي ولا مسائل الرياضيات ولا بوجهه مدرستنا غدا ولا بشيء سواك .. سواك انت
كم سعدت بان طائرتك حطت بسلام ووصلت لبيتك البعيد وقد كنت اشعر بالدفء لمجرد الشعور بانك كنت اقرب الي رغم الخطوط
كم سعدت بان طائرتك حطت بسلام ووصلت لبيتك البعيد وقد كنت اشعر بالدفء لمجرد الشعور بانك كنت اقرب الي رغم الخطوط
الممنوعة والعلاقات المقتولة بين دولتينا ولكنك كنت اقرب مسافة في حال احتجتك وركضت اليك
وتمر كلمات غادة السمان بمخيلتي
آه صوتك صوتك !
_ ويتوقف المساء حابساً أنفاسه _
كيف تستطيع أسلاك الهاتف الرقيقة
أن تحمل كل قوافل الحب ومواكبه وأعياده
الساعية بيني وبينكمع كل همسة شوق ؟!
كيف تحمل أسلاك الهاتف الدقيقة
هذا الزلزال كله
وطوفان الفرح وارتعاشات اللهفة
ومطر الهمس المضيء
المتساقط في هذه الأمسية النادرة ؟!
آه صوتك صوتك !
ترميه من سماعة الهاتف
على طرف ليلي الشتائي
مثل خيط من اللآليء
يقود إلى غابة ...
وأركض في الغابة
اعرف انك مختبئ خلف الأشجار
واسمع ضحكتك المتخابثة
وحين ألمس طرف وجهك
توقظني السماعة القارسة.
ايقظتنا السماعة القاسية ولكنني بقيت معك بعالمك ادرس خطواتك وموعد نومك واحلامك اهملت كتبي وشباكي المفتوح ورذاذ
المطر وصوت المذياع وكنت اتمنى حقا ان تسبب الامطار انقطاع الكهرباء لانام واحتضن همساتك واعيد كلماتك كلمة كلمة
كطفل صغير يردد نشيده المفضل حتى يغفى ..
.
.
.
.
- حلم لم يتحقق -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق